فصل: خلع رافع محمد الليث بما وراء النهر.

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» (نسخة منقحة)



.الولاية على النواحي.

كان على أفريقية مزيد بن حاتم كما قدمناه ومات سنة احدى وسبعين بعد أن استخلف ابنه داود فبعث الرشيد على أفريقية أخاه روح بن حاتم فاستقدمه من فلسطين وبعثه إلى أفريقية وعزل أبا هريرة محمد بن فروج عن الجزيرة وقتله وولى مكانه وفي سنة ست وسبعين ولى الرشيد على الموصل الحكم بن سليمان وقد كان خرج الفضل الخارجي بنواحي نصيبين وغنم وسار إلى داريا وآمدوا رزق وخلاط فقفل لذلك ورجع إلى نصيبين فأتى الموصل وخرج إليه الفضل في عساكرها فهزهم على الزاب ثم عادوا لقتاله فقتل الفضل وأصحابه وفي سنة ست وسبعين مات روح بن حاتم بأفريقية واستخلف حبيب بن نصر المهلبي فسار الفضل إلى الرشيد فولاه على أفريقية وعاد إليها فاضطرب عليه الخراسانية من جند أفريقية ولم يرضوه فولى مكانه هرثمة بن أعين وبعث في العساكر فسكن الاضطراب ورأى ما بأفريقية من الاختلاف فاستعفى االرشيد من ولايتها فأعفاه وقدم إلى العراق بعد سنتين ونصف من مغيبه وفي هذه ولى الفضل بن يحيى على مصر مكان أخيه جعفر مضافا إلى ما بيده من الري وسجستان وغيرهما ثم عزله عن مصر وولى عليها إسحق بن سليمان فثارت به الجوقية من مصر وهم جموع من قيس وقضاعة فأمده بهرثمة بن أعين فأذعنوا وولاه عليهم شهرا ثم عزله وولى عبد الملك بن صالح مكانه وفيها أمر دولته إلى يحيى بن خالد وفي سنة ثمانين بعث جعفر ابن يحيى إلى الشام في القواد والعساكر ومعه السلاح والأموال والعصبية التي كانت بها فسكنت الفتنة ورجع فولاه خراسان وسجستان فاستعمل عليها عيسى بن جعفر وولى جعفر بن يحيى المريس وقدم هرثمة بن أعين من أفريقية فاستخلفه جعفر على الحرد وعزل الفضل بن يحيى عن طبرستان والرويان وولاها عبد الله بن حازم وولى على الجزيرة سعيد بن مسلم وولى على الموصل يحيى بن سعيد الحريشي فأساء السيرة وطالبهم بخراج سنين ماضية فانجلا أكثر أهل البلد وعزله الرشيد وولى عليها يحيى بن خالد وفي سنة إحدى وثمانين ولى على أفريقية محمد بن مقاتل بن حكيم العكي وكان أبوه من قواد الشيعة ومحمد رضيع الرشيد وتلاده فلما استعفى هرثمة ولاه مكانه واضطربت عليه أفريقية وكان إبراهيم بن الأغلب بها واليا على الزاب وكان جند أفريقية يرجعون إليه فأعانه وحمل الناس على طاعته بعد أن أخرجوه فكرهوا ولاية محمد بن مقاتل وحملوا إبراهيم بن الأغلب على أن كتب إلى الرشيد يطلب ولاية أفريقية على أن يترك المائة ألف دينار التي كانت تحمل من مصر معونة إلى والي أفريقية ويحمل هو كل سنة أربعين ألف دينار فاستشار الرشيد بطانته فأشار هرثمة بإبراهيم بن الأغلب وولاه الرشيد في محرم سنة أربعة وثمانين فضبط الأمور وقبض على المؤمنين وبعث بهم إلى الرشيد فسكنت البلاد وابتنى مدينة بقرب القيروان وسماها العباسية وانتقل إليها بأهله وخاصته وحشمه وصار ملك أفريقية في عقبة كما يذكر في أخبارها إلى أن غلبهم عليها الشيعة العبيديون وكان يزيد بن مزيد على أذزبيجان فولاه الرشيد سنة ثمان وثمانين على أرمينية مضافة إليها وولى خزيمة بن خازم على نصيبين وولى الرشيد سنة أربع وثمانين على اليمن ومكة حمادا البربري وعلى السند داود بن يزيد حاتم وعلى الجبل يحيى الحريشي وعلى طبرستان مهروية الزاي وقتله أهل طبرستان سنة خمس وثمانين فولى مكانه عبد الله بن سعيد الحريشي وفيها مكانه ابنه أسد بن يزيد بن حاتم وفي سنة تسع وثمانين سار الرشيد إلى الري وولى على طبرستان والري ودنباوند وقوس وهمذان عبد الملك بن مالك وفي سنة تسعين ولى على الموصل خالد بن يزيد بن حاتم وقد تقدم لنا ولاية هرثمة على سليمان ونكبة علي بن عيسى في سنة احدى وتسعين ظفر حماد البربري بهيصيم اليماني وجاء به إلى الرشيد فقتله وولى في هذه السنة على الموصل محمد بن الفضل ابن سليمان وكان على مكة الفضل بن العباس أخي المنصور والسفاح.

.خلع رافع محمد الليث بما وراء النهر.

كان رافع بن نصر بن سيار من عظماء الجند فيما وراء النهر وكان يحيى بن الأشعث قد تزوج ببعض النساء المشهورات الجمال وتسرى عليها وأكثر ضرارها وتشوقت إلى التخلص منه فدس إليها رافع بن الليث بأن تحاول من يشهد عليها بالكفر لتخلص منه وتحل للأزواج ثم ترجع وتتوب فكان وتزوجها وشكا يحيى بن الأشعث إلى الرشيد وأطلعه على جل الأمر فكتب إلى علي بن عيسى أن يفرق بينهما ويقيم الحد على رافع ويطوف به في سمر قند مقيدا على حمار ليكون عظة لغيره ففعل ذلك ولم يجده رافع وحبس بسمرقند فهرب من الحبس ولحق بعلي بن عيسى في بلخ فهم بضرب عنقه فشفع فيه ابنه عيسى فأمره بالإنصراف إلى سمر قند فرجع إليها ووثب بعاملها فقتله وملكها وذلك سنة تسعين فبعث علي لحربه ابنه عيسى فلقيه رافع وهزمه وقتله فخرج علي بن عيسى لقتله وسار من بلخ إلى مرو مخافة عليها من رافع ابن الليث ثم كانت نكبة علي بن عيسى وولاية هرثمة بن أعين على خراسان وكان مع رافع بن الليث جماعة من القواد ففارقوه إلى هرثمة منهم عجيف بن عنبسة وغيره وحاصر هرثمة رافع بن الليث في سمرقند وضايقه واستقدم طاهر ابن الحسين من خراسان فحضر عنده وعاث حمزة الخارجي في نواحي خراسان لخلائها من الجند وحمل إليه عمال هراة وسجستان الأموال ثم خرج عبد الرحمن إلى نيسابور سنة أربع وتسعين وجمع نحوا من عشرين ألفا وسار إلى حمزة فهزمه وقتل من أصحابه خلقا وأتبعه إلى هراة حتى كتب المأمون إليه ورده عن ذلك وكانت سنة ثلاث وتسعين بين هرثمة وبين أصحاب رافع وقعة كان الظفر فيها لهرثمة وأسر بشرا أخا رافع وبعث به إلى الرشيد وافتتح بخاري وكان الرشيد قد سار من الرقة بعد مرجعه من الصائفة التي بنى فيها طرسوس على اعتزام خراسان لشأن رافع وكان قد أصابه المرض فاستخلف على الرقة ابنه القاسم وضم إليه خزيمة بن خازم وجاء إلى بغداد ثم سار منها إلى خراسان في شعبان سنة اثنتين وتسعين واستخلف عليها ابنه الأمين وأمر المأمون بالمقام معه فأشار عليه الفضل بن سهل بأن يطلب المسير مع الرشيد وحذره البقاء من الأمين فأسعفه الرشيد بذلك وسار معه.